خنفر: شبكة الجزيرة تسعى لريادة عالمية في الإعلام
خنفر تحدث عن أولويات فنية وإدارية واقتصادية لشبكة الجزيرة
ماجد أبو دياك-الدوحة
قال مدير شبكة الجزيرة الفضائية وضاح خنفر إن تأسيس شبكة الجزيرة التي أعلن عنها قبل أشهر سيعزز من التكامل الإداري والفني التحريري بين مختلف قنوات المؤسسة، وسيساعد في حسم خيارات تتعلق بمستقبلها الاقتصادي والمالي.
ونفى خنفر -الذي تم تعيينه مؤخرا في هذا المنصب مع استمرار احتفاظه بمنصب المدير لقناة الجزيرة العربية- في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت أن يكون إطلاق القناة الإنجليزية يهدف للتخفيف من وطأة الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الشبكة لتغيير سياساتها التحريرية.
وأكد أن إطلاق القناة الجديدة يأتي في السياق الطبيعي لتوسع وتطور مؤسسة الجزيرة في المجالين الفني والجغرافي.
ورأى مدير الشبكة أن الجزيرة ستكون لها إضافة نوعية في خضم ثورة المعلومات الهائلة، وهي تسعى لأن تكون في الريادة عالميا وترسيخ دورها المتميز في العالم العربي والدول النامية.
وفيما يلي نص المقابلة
ما هي الأهداف المتوخاة من إنشاء شبكة الجزيرة؟
-الجزيرة لم تعد مجرد قناة إخبارية موجهة للناطقين باللغة العربية، فبالانطلاقة القريبة للقناة الإنجليزية والوثائقية إضافة إلى وجود القناتين الرياضيتين، من الطبيعي أن تتجمع هذه القنوات ومواقع الإنترنت التي تخدمها في شبكة واحدة. وهذه ضرورة لتعزيز التكامل فيما بين هذه المؤسسات في ضوء تنوع اهتماماتها والمناطق الجغرافية التي تستهدفها إضافة لخفض التكاليف وزيادة منسوب الفاعلية والأداء.
ولا شك أن التنظيم الجديد سيقوي من دور كل مؤسسة من المؤسسات التابعة، ويقوي بالتالي الشبكة ككل، ويساهم في تقديم خدمات متكاملة للجمهور، ويعزز فرص الشبكة في زيادة إيراداتها وتحقيق الربحية.
ولذلك فإن الأهداف تتنوع ما بين إدارية تنظيمية واقتصادية مالية وتحريرية مهنية.
في ضوء تعيينكم مديرا للشبكة الجديدة، ما هي أولوياتكم في إدارتها؟
-الأولوية الأولى تتركز في تعزيز البنية المؤسسية للشبكة. وهذا يمكن أن يتحقق من خلال الحوار مع مديري القنوات لإنشاء هياكل إدارية جديدة لها.
أما الثانية فتتمثل بتعزيز التفاهم التحريري وتبادل التجارب والأفكار من خلال آليات مناسبة بين مختلف القنوات التي تضم في جنباتها مجموعة كبيرة من الخبرات والمؤهلات التي كانت وراء بروز الجزيرة كقناة إخبارية رائدة، ويتوقع أن تدفع بالقنوات الأخرى نحو أفق آخر من الريادة والتقدم.
ومع أننا نعترف بأن القناة الإنجليزية الموجهة نحو جمهور مختلف سيكون لديها أولويات تحريرية مختلفة عن تلك التي تتبعها القناة العربية، إلا أننا نؤكد أن الروح الإخبارية ستكون واحدة وفي إطار من الانسجام.
وسيكون للقناة الإنجليزية -كما للعربية- الحق في صياغة وبلورة سياساتها التي تتلاءم مع طبيعة الجمهور المخاطب.
وثالثا فإن تأسيس الشبكة سيساعد في حسم خيارات تتعلق بمستقبلها المالي والاقتصادي، بما يعزز الإيرادات ويقلل التكاليف ويحقق هدف الاعتماد الكامل على الذات.
ركزتم على مستقبل الجزيرة في الإطار الاقتصادي والمالي، فهل من توضيح أكثر لهذه النقطة؟
-لو تحدثنا مثلا عن الإعلان، فمن المعلوم أن الإعلان الذي يشكل أكبر مصدر للدخل في القنوات الفضائية لا يزال محدودا في قناة الجزيرة، رغم الانتشار الواسع الذي تحظى به القناة والذي يؤهلها لأن تحقق إيرادات عالية منه.
ولكن الإعلان في عالمنا العربي لا يزال مرتبطا في جزء مهم منه بالبعد السياسي، وهناك دول في المنطقة تفرض قيودا على المعلنين وتمنعهم من نشر إعلاناتهم في محطات معينة، وهذا انعكس بشكل مباشر علينا.
وهذه المسألة بحاجة إلى دراسة الخيارات والبدائل المتاحة فيها للدخول بالشبكة إلى حدود الربحية.
ومن الخيارات التي نعمل عليها في ضوء الخبرة الإدارية والفنية المتراكمة استخدام اسم الجزيرة كعلامة تجارية مسجلة في الإعلان والإنتاج وغيرههما من المسارات.
والجزيرة كمؤسسة لديها بنية فنية وإدارية راسخة وتجربة عريقة تمكنها من الاستفادة مما تحقق لها من سمعة.ما هو تأثير وجودكم في المنصب الجديد على دوركم كمدير عام للقناة العربية؟
-الجزيرة العربية أصبحت راسخة في تجربتها الإدارية والمهنية، فغرفة الأخبار مثلا تتمتع بخبرة عشر سنوات وبكفاءات يشهد لها. وهذا سيشجع على تفويض أكثر للصلاحيات لتتمكن القناة من العمل بشكل أكثر فاعلية مع الالتزام بالسياسات العامة التي ستقرها الشبكة.
هناك من يقول إن إنشاء القناة الإنجليزية يهدف للتخفيف من وطأة الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الجزيرة لتغيير سياساتها التحريرية خصوصا تجاه العراق وفلسطين؟
-ليس صحيحا على الإطلاق. فإطلاق القناة الإنجليزية يأتي في السياق الطبيعي لتوسع وتطور مؤسسة الجزيرة في المجالين الفني والجغرافي، واستجابة طبيعية للاحتياجات اللغوية لجماهير المشاهدين.وقد أعلنت الجزيرة الإنجليزية عن أهدافها وسياساتها التحريرية، وقالت إنها تلتزم بروح العمل العام للشبكة وميثاق الشرف الصحفي الذي يجمع كل صحفيي الشبكة. وسيكون للقناة الإنجليزية غرف أخبار تغطي المناطق الجغرافية المهمة وهي آسيا وأميركا وأفريقيا.
صحيح أننا تعرضنا لجملة من الانتقادات الواضحة والصريحة والتي لا يمكن إخفاؤها أو إنكارها، ومن المعروف أن السياسيين في العالم يحاولون فرض رؤيتهم للأحداث على الإعلام، ويحاولون تطويعه لخدمة أهدافهم وغاياتهم السياسية. ولكن الجزيرة مع هذا استمرت في نهجها التحريري الملتزم بثوابت العمل الصحفي وميثاق الشرف المهني الذي أعلنت عنه.
ومع ذلك، هل ترون أن إطلاق القناة الإنجليزية سيخفف بالنتيجة من هذه الضغوط؟
-مما لا شك فيه أن تأسيس هذه القناة سيؤدي إلى فهم أوسع وأعمق للأحداث وتطوراتها بالنسبة للمشاهدين الذين لا يتكلمون العربية، والجزيرة التي قدمت مدرسة إعلامية متميزة وملتزمة بالأخلاقيات الرفيعة للمهنة سيكون لها جمهور كبير وعريض من المشاهدين.
ومع ذلك فإن الضغوط التي تمارس على الإعلام تكون دوافعها سياسية وليست مهنية، وبالتالي فإن التزام المهنية قد لا يحدث التغيير المطلوب في مواقف هؤلاء السياسيين الذين لا تهمهم المهنية بقدر ما تهمهم مصالحهم واعتباراتهم السياسية.أولوية القناة الإنجليزية هل ستكون التوجه إلى الجمهور الإسلامي في الغرب وبقية العالم أم نحو الجمهور الغربي عموما؟
-كلاهما يستويان في الأولوية لدينا. فنحن أخذنا في الاعتبار التباين في التوقيت الزمني بين مختلف القارات، وستكون هناك غرفة أخبار في كوالالمبور موجهة في عرض نشراتها الإخبارية للجمهور الآسيوي، وهذه تختلف عن غرفة الأخبار التي ستكون في لندن أو واشنطن اللتين ستأخذان بعين الاعتبار التوقيت الزمني المختلف لهذه المناطق. كما سيكون للإنجليزية اهتمام آخر بالقارة الأفريقية.
القناة الجديدة ستسعى للوصول إلى الجماهير في الكثير من مناطق العالم لتتكامل بذلك مع القناة العربية.
ما هي الإضافة التي يمكن أن تشكلها القناة الإنجليزية في عالم الإعلام الغربي؟
-الإعلام الغربي يحتاج إلى نظرة أخرى مختلفة عما هو موجود حاليا بعدما غرق هذا الإعلام في الرتابة وركن إلى فهم ثقافي محدد للأحداث.
والساحة في الغرب مفتوحة وقابلة للتأثر بما هو جديد ومميز في هذا الإطار لاسيما وأن الجزيرة تعودت على طرح صورة شاملة ومعمقة للخبر، وبرؤية تنظر إلى ما خلفه وتتناوله بالتحليل العميق والجريء.
الجزيرة بلا شك ستكون لها إضافة في خضم ثورة المعلومات الهائلة، وتسعى لأن تكون في الريادة عالميا لترسيخ دورها المتميز في العالم العربي والدول النامية. ________________